رؤيــــــــة

قَمِيْـصٌ وَحِـيْـنَ ارْتـَدَاهُ الْـغُـلَامُ

تَـرَاءَى بِنُـوْرٍ أضَاءَ المَسَاءْ

فَكَمْ مِنْ شَـقِـيْـقٍ بِـظُـلْـمٍ أَتـَــــاهُ

وَ كم من شَـقِـيْـقٌ بِـقَـلْـبٍ النَـقَـاءْ

فـَأَيْـقَــظَ شَــرًّا وَأَوْرَثَ حِــقْــدًا

وَقَالَ الشَّقِيْـقُ : كَـفَـاكُـمْ هُــوَاءْ

سَنَرْجُوْ  أَبَانَــا وَنُـلْـقـِي وُعُـوْدًا

:سَنَحْفَظُ  دَوْمًا وَنَرْعَى الإِخَاءْ

سَيُـذْبَـحُ إِمَّـا إِلَـى الْـجُـبِّ يُـلْـقَـي

وَنَـأْتـِي بِـذِئْبٍ لِــزَيـْـفِ ادِّعَــاءْ

رَمَوْهُ بِجُبٍّ سَلِـيْـبَ الْـقَـمِـيْـصِ

أَصَارَتْ دِمَـاءُ الأُخُــوَّةِ مَــاءْ ؟!

وَجـَاءُوا أَبَـاهُـمْ بِـثَـوْبِ الْـخِـدَاعِ

: بُكَاءٌ مِنَ الصُّبْحِ حَتَّى الْعِشَاءْ

أَبَـانَـا ذَهَـبْـنَـا لـِنَـلْـهُـو وَعـُـدْنَــا

وَجَـدْنَـا الْـغُـلَامَ مُـرَاقَ الـدِّمَــاءْ

أَذِئْبٌ رَحِـيْـمٌ لِـيَـأْكُلَ  طِفْــــــلًا

سَلِيْمَ الْقَـمِـيْـصِ عَـلَـيْـهِ الغِطَاءْ؟

فَـصَـبْـرٌ جَـمِـيْـل  وَرَبٌّ قديرٌ

عَـلَـى أَنْ يَـعُـيـْدَ إلَيْـنَـا الـرَّجَـاءْ

فَمَرَّتْ رِكَابُ الْقَوَافِـلِ تَـسْـعَـى

لِـيـدْلِـي الْـعَـبِـيْـدُ بِـحَـبْـِل الإِنـَاءْ

تـَعَـلَّـقَ بِـالْـحَـبْــلِ حَــتَّــى رَأَوْهُ

وَصَاحُـوْا : غُـلَامٌ سَـلِـيـْمُ الـبِـنَـاءْ

وَبَاعُوْهُ بَخْسًـا لِـبَـيْـتِ الْـعَـزِيْـزِ

لِيُصْبِحَ عَـبْـدًا ، فَأَيُّ ابْـتِـلَاءْ ؟!

فَلَمَّـا تَـنَـاهَـى لِـطَـوْرِ الـشَّـبَـابِ

وَأَبْدَعَ فِي الْحُسْـنِ هَـذَا الْـبَـهـَاءْ

وَزَوْجُ الْـعَـزِيـْزِ تـُـرَاوِدُ عَــنْــهُ

وَأَصْـبَـحَ صَـيْـدًا لِـهَـذَا الْـغِـرَاءْ

وَقَالَتْ زُلَيْخَا : أيَاعِشْقَ قَلْـبِـي

أُغَلِّقُ  دُوْنَـكَ بَـابَ الْـجَـفَـاءْ

فَـقَـالَ مَـعَــاذَ الْإِلـَـهِ الــرَّحِــيـْـمِ

وَجَنِّـبَهُ  اللهُ  كَـيْـدَ الـنِّـسَـاءْ

لـَقَـيْـدٌ وَسِـجْـنٌ أَحَـبُّ لِـقَـلْــبِــي

وَطُهْرٌ لِنَـفْـسٍ بِـغَـيْـرِ اشْـتِـهَـاءْ

وَجَـاءَ الـرَّسُـوْلُ إِلَـيْـهِ بِـسِـجْـنٍ

لِـيُـفْـتـَى بِـرُؤْيَـاهُ بـَعْـدَ الْـعَـنَــاءْ

وَقَالَ ذَرُوْ مَـا حَصَدْتـُــمْ كَـحَـبٍ

وَلِي فِي الْخَزَائِنَ طِيْبُ الْقَضَاءْ

وَجَاءَ الأشِـقَّـاءُ بَـعْـدَ الْـجَـفَـافِ

يُرِيدُون كَيْلًا كَريمَ  العطاء

وَقَـالَ :هُـنَـاكَ أَخٌ فَاجْلُبـُـــوْهُ ؟

وَإِلَّا فَــسَــوْفَ أَكُــفّ الْــوَفَــاءْ

فَجَاءُوْا أَبـَاهُـمْ بـِطِـيْـبِ الـرِّيـَاحِ

فَيُوْسُفُ حَيٌّ .. وَرَبُّ السَّمَـاءْ!

وَتُوْبُوا إِلَى اللهِ كَـِي مَـا يَـتُـوْب

فَأَلْقُوا الْقَمِيْصَ لِيَأْتي الـضِّـيَـاءْ

وَيَعْقُوْبُ عـَـادَ سَلِيْمًا مُعَافـَـــى

فَسُبْحَانَ  مَنْ كَانَ مِنْهُ  الشِّفَاءْ

وَرُؤْيَا ليُوْسُفَ تـُصْـِبـحُ حَقّـًا

وتَـحْـمِـلُ وَعْـظـًا مِـنْ الْأَنـْبِـيـَاء

أشيعوا المحبة بيـن الـقـلـوب

لتضفي على النفس كل الهناء

كفاكم شرورًا وحقدًا وكـرهًا

كـفـاكـم دمـاءً وشـر ابـتــلاء

وعيشوا بأرض لربٍ إله

فمهما مكثنا . المَصِيرُ الفَنَاءْ

*************
منى الغريب