جديد

14‏/05‏/2017

عم اسماعيل






الساعة دقت "أربعة"
ف راديو الجيران
عم اسماعيل ساب فرشته
جرجر كعوبه الشقيانين
من وقفته... طول النهار
شمَّر إيديه ..واتوضا
من دمع الخشوع
نادى الإمام في الميكروفون
النوم صحيح راحة وكسل
لكن صلاة الفجر خير
وف لحظتين
عم اسماعيل سبق الطريق
ميّةِ وضوؤه رطبت
صُبحه البرئ
تبدر من الحسنات كتير
يوصل لغاية مسْجدُه
تتقدم الرِجل اليمين
والقلب ناحية قبلته
يخشع ف صف
الموعودين بالمغفرة
يرفع إيديه بالدعوتين
بين  الدموع
يارب تقبل سجدتي
ويَّا الركوع
واما يحين ..وقت الرجوع
رجليه تطبطب ع الرصيف
تستقبله...
كل السلالم بالرضا
تفتح له أبواب شقته
تمسح حيطان البيت
همومه وشكوته
تنطق شفايفه ببسملة
تتمد قدامه الإيدين
اللقمة حاف
والصحن متنشق بفول
والملح من عرق الجبين
ياكل ويحمد ربنا
يحفظها ربي م الزوال
ويلفّ طيفه في المكان
مِيت ألف فكره بتسجنه
والذكريات
من بين ضلوعه بتطحنه
رجِّ الوجع كل الحيطان
صرخت براويز الصور
سِمعِ النِدا من فرشته
يالا بقى قوم يا "عمر "
أكوي لك القمصان ياواد
مش قولت عندي محاضرتين
 واللي بتضحك من كلامي
لما أقولها..شكشنين
قوم يالا واخرج في الميعاد
مش قولت هتأخر كمان
طب مش هاتستنى الفطار
طب ساندوتش
يسند لي قلبك الضعيف
نص الرغيف
هاملاه بجبنة مع الخيار
تعرف ياواد
ندرن على قلبي الوفي
لارقص في فرحك ليل نهار
مش هااكتفي
ده انا نفسي اغمض ليا عين
تيجي بشهادتك وافتخر
تحضنِّي فرحة لنتصار
......
عم اسماعيل
بيودّع البيت بالدُّعا
ولسانه بالأذكار يطيب
وف سكة الأرزاق سعى
بيردد "الناس" و"الفلق "
وتزيد صلاته ع الحبيب
يوصل لشغله في الميدان
ويطلع العدة اللي شاخت
م الزمن قبل الآوان
و "أحمد "صبيهُ  من ساعات
واقف ف كف الإنتظار
بيرش ميَّه في المكان
ويقطَّع العيش والخضار
فيهلِّ رزق الله مع أول زبون
حيَّق ياواد الفول
وظبَّط شقتين
فوقهم طحينة وزيته حار
واعمل حساب الطرشي
ويكون فيه خيار
لجل الزباين تنبسط
و الرزق م المولى يزيد
ويفيض علينا ليل نهار
... 
عم اسماعيل
حسّ النهاردة مختلف
تقدر تقول دا يوم عجب
الشمس مش مشتاقة ليه
والصبح عن نوره احتجب
ومفيش زبون هوِّب عليه
ولا حد قاله هات طلب
إيه السبب؟
لملم صحون المَحزنة
سفْلت طريق المرِّ طين
فجَّر دموع العين روافد
ع الخدود الطيبين
أصل الهموم شقت طريق
فوق وشه على مر السنين
راحت ليالي الأنس
والأمل اللي جاي
ربَّك أمر..
مكتوب كلامه ع الجبين
 نِسْيانُه من طبع البشر
والسهم نفِّد في الضلوع
والصوت بأوجاعك نده
عم اسماعيل
إيه اللي جابك م البدا
ليه العناد
ده انت في أول يوم
لأيام الحداد
...............

 منى الغريب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق