جديد

31‏/10‏/2020

عم جابر





لما نور الفجر شقشق

من بعيد

والشمس خافت م الطلوع

مدت شعاع ..

تجسّ  بيه جبين النهار

فانهار ..

من حرارة مهجته..

ف قلب  الضلوع

فـ ادَّارى منها..

ورا سحابة شوق

عالية في السما

ولَّى ضلام الليل

وخد معاه ..

كل الجروح

نُور القمر طالل

يشفي قلبه العليل

ويردّ فيه الروح

..

عم جابر كان هناك

سابق الفجر بدقايق

غاسل وشّ الصباح

قدام دكانته العتيقة

وبابها المليان بالشروخ

واللي ياما كان بيصرخ

ساعة ما ييجي يفتحه

عشان صداه

دكانته كانت في الطريق

كان وارثها عن أبوه

والصول شفيق.. جد جدُّه

واللي كانت جوه روحه

زي توأم

ياما شد الود منها

ومن رفوفها بيستمدُّه

كات رفوفها مستِّفين

رفّ فوقه ذكرياته

ورفّ فوقه سنين حياته

وفوقه رفّ للحنين

عم جابر أصله طيب

ولْدموع العين قريب

كان بيبكي بدمع روحه

لما يسمع حد مات

حتى لو مايعرفوش

كنا نضحك واحنا لسَّه

صغيريين ونْعِيب عليه

كنا نسأل جدي عنه

يقول: ده طيبة قلب

وانتوا ماتفهموش

الدموع مش ضعف يابني

الدموع دي م الحنان

عم جابر كان حنيِّن

كان شجاع

ولا كانش يوم أبدا جبان

افتكر له يوم ما كان

عسكري في الجيش زمان

ياما اثبَت من بطوله

في الحروب جوَّه الميدان

كرموه هوّ وصحابه

علقوا ف صدره  النيشان

عم جابر كان شباب

لسَّه قلبه اخضر رقيق

لما كان رايح لغِيطه

يومها شاف ست البنات

ماشية في نفس الطريق

سأل قوام عن اسمها

جري على أمه وقال لها

بعد ايام كات قليلة

كان مجهِّز مهْرها

"مسعده" طبت في داره

كات صحيح هي السند

عم جابر عاش سعيد

قول سنة سنتين تلاتة

كان بيحمد فضل ربُّه

 بس قلبه ..

كان بيتمنى الولدْ

واما جاته البشرى منها

قام بكى من فرحته

صلى لله ركعتين

وف سجوده شُكر ربه

وامتنانه بمنِّته

واما جات ساعة الوصول

أمه روحها الطاهرة فاضت

والولد رفض النزول

عم جابر كان في حالَه

عمر ماوردت خيالُه

يومها ماشوفتش دموع

حزنه كان فوق احتماله

شق قلبه بالضلوع

كان بُكاه من جوَّه روحه

والأنين راوي الوريد

عم جابر من ساعتها

وهو في الدوَّار وحيد

ماتت امه ومات ابوه

قام فتح دكَّانه تاني

وغيَّره لنشاط جديد

رف فوقه حُزن قلبه

وفوقه دمع لذكرياته

ع اليمين رفّ لحياته

ع الشمال سهده وآهاته

ويَّا رفَ جديد حديد

فوقه صبر يمد إيد

كان قصاد دكانه قاعد

للسلام بيردّ لكن

عقله كان جوَّاه شريد

كنت اعدّي عليه يوماتي

والتقي دكانه فاضي

كنت باستغرب لحاله

هو ليه ساكت وراضي

كنت عيِّل ..كان سؤالي

ياترى بيبيع لمين !؟

..... 

منى الغريب

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق