جديد

04‏/01‏/2015

ذكرى الأربعين





في بيتِنا
والحبُ يرعَى بينَنا
عشنَا طفولتَنَا إخَاءْ
كانت أمانينا ترفرفُ حولَنا
كنَّا  نعيشُ في رخاءْ
كنَّا نُسَابقُ بالأمَانِي بعْضَنَا
حتى رسمْنَا الحُلْمَ ...
في كفِّ الرجَاءْ
وكم زرعْنَا الضيَّ فِي أبْصَارِنَا
كَي تُصْبِحَ الأحْلامُ ....
بدرًا فِي السَّمَاءْ
كَي يَبْزُغَ الفَجْرَ الوَلِيدُ
مع الضِّيَاءْ
كُنَّا كَأطْفَالِ صِغَارِ ...
عَلَّمُونَا قَبْلَ نُطْقِ حُرُوفِنَا
أنَّ الضَّرَاعَةَ  فِي الدُّعَاءْ
لِكَي يَدُومَ بِأَرْضِنَا ...
طِيبُ البَقَاءْ
فَمَا عَرَفْنَا فِي المَدِينَةِ كُلِّها...
غَيرَ السَّعَادَةِ والهَنَاءْ
وقلُوبُنَا .....
نَبَضَاتُهَا لَمْ تَعْتَرِفْ ....
يَوْمًا بِطَعْمٍ لِلْبُكَاءْ
كانَت تُسَابِقُنَا الحَقَائِبُ فَرْحًةً
بَينَ الفُصُولِ ...
و حِينَ يَجْمَعُنَا الفِنَاءْ
طابورُ صُبْحٍ فِي نَشِيدٍ لِلْوَطَن
نَشْدُو بِهِ فِي عِزَّةٍ ...
حُلْوَ الغِنَاءْ
أَحْلامُنَا كَانتْ صَفَاءْ
والآنَ فَوقَ صُدُورِنَا عَمَّ البَلاءْ
والآنَ يَا أَبَتَاهُ يَقْتُلُنَا العَناءْ
قَدْ بَاتَتْ الأَحْلامُ ...
ذِكْرَى فِي الفَضَاءْ
سِتُونَ عَامًا يَا بِلادِي ...
فِي شَقَاءْ
ستُّونَ عَامًا فِي قُيُودٍ نَكْتَوِي
مَا عَادَتَ الضحكاتُ ...
تَنْبُتُ فِي الشِّفَاه
مَاعَادَتْ الأَطْفَالُ...
تَلْعَبُ فِي الفِنَاءْ
كلُّ المَدَارِسِ والمَسَاجِدِ
والمَصَانِعِ غلِّقَتْ
قَدْ دَمَّرُوْا فِيهَا البِنَاءْ
ستُّونَ عَامًا يَابِلادِي...
فِي عَنَاءْ
ستُّونَ عَامًا فِي ابْتِلاءْ
و لقد نسِينَا جَمْعَنَا
حَوْلَ طاولَةِ الطَّعَامِ فِي العَشَاءْ
كيفَ السَّبِيلُ يَا أَبَتَاه لِلْهَنَاءْ
وَأَنْتَ فِي سِجْنِ اليَهُودِ
وأنتَ تَحْيَا فِي المَهَانَةِ وَالشَّقَاءْ
أينَ البَقَاءْ ؟
واليَومُ ذِكْرَى الأَربَعِينِ لِأُمِّنَا
وَقَدْ تَهَدَّمَ فَوقَ جَسَدَيْنا البِنَاءْ
أنَا مَاقُتِلتُ مِنَ القَذِيْفَةِ يَا أبِي
بَلْ حِينَ جَفَّتْ...
فِي عُرُوقِ أُمَّتِنا الدِّمَاءْ
أنَا مَاقُتلتُ مِنَ القَذِيفَةِ يَا أَبِي
بَلْ حِينَ  ضَاعَ العُربُ
وانتَحَرَ الإِخَاءْ
حُكَامُ أُمَّتِنَا غُثَاءْ
والخَوْفُ مِن تَركِ الثَّراءْ
وَشُعُوبُ أُمَّتِنَا غُثَاءْ
ستُّونَ عَامًا يَا أبِي
والرُّوحُ تَقْطُنُ فِي العَرَاءْ
والقَلْبَ يَقْطُنُ فِي العَرَاءْ
والجُبْنُ أَلْجَمَ أَهْلَهُ
وَسَنَلْتَقِي يَوْمَ الجَزَاءْ
.........
منى الغريب

هناك تعليق واحد:

  1. ولا أروع من كلمات تطوف يخرج من عبقها حروف بطعم الروعة نقرأها وصوت النغم يطربنا ....شكرا مني الغريب انها كلمات اديبة ....سيدة الحروف

    ردحذف